فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)}.
قوله: {واذكر} معطوف على {وأنذر}، والمراد بذكر الرسول إياه في الكتاب أن يتلو ذلك على الناس كقوله: {واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبراهيم} [الشعراء: 69]، وجملة {إِنَّهُ كَانَ صِدّيقًا} تعليل لما تقدّم من الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يذكره، وهي معترضة ما بين البدل والمبدل منه، والصدّيق: كثير الصدق، وانتصاب {نبيًا} على أنه خبر آخر لكان، أي اذكر إبراهيم الجامع لهذين الوصفين، و{إِذْ قَالَ لأَبِيهِ} بدل اشتمال من إبراهيم، وتعليق الذكر الوقت مع أن المقصود تذكير ما وقع فيه من الحوادث للمبالغة، وأبو إبراهيم هو آزر على ما تقدّم تقريره، التاء في {يا أبت} عوض عن الياء، ولهذا لا يجتمعان، والاستفهام في {لِمَ تَعْبُدُ} للإنكار والتوبيخ {مَا لاَ يَسْمَعُ} ما تقوله من الثناء عليه والدعاء له {وَلاَ يَبْصِرُ} ما تفعله من عبادته ومن الأفعال التي تفعلها مريدًا بها الثواب، يجوز أن يحمل نفي السمع والإبصار على ما هو أعمّ من ذلك، أي لا يسمع شيئًا من المسموعات، ولا يبصر شيئًا من المبصرات {وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا} من الأشياء، فلا يجلب لك نفعًا ولا يدفع عنك ضررًا، وهي الأصنام التي كان يعبدها آزر.
أورد إبراهيم عليه السلام على أبيه الدلائل والنصائح، وصدّر كلا منها بالنداء المتضمن للرفق واللين استمالة لقلبه، وامتثالًا لأمر ربه.
ثم كرّر دعوته إلى الحق فقال: {يا أبت إِنّى قَدْ جَاءنِى مِنَ العلم مَا لَمْ يَأْتِكَ} فأخبر أنه قد وصل إليه من العلم نصيب لم يصل إلى أبيه، وأنه قد تجدّد له حصول ما يتوصل به منه إلى الحق، ويقتدر به على إرشاد الضالّ، ولهذا أمره باتباعه فقال: {فاتبعني أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} مستويًا موصلًا إلى المطلوب منجيًا من المكروه.
ثم أكد ذلك بنصيحة أخرى زاجرة له عما هو فيه فقال: {يا أبت لاَ تَعْبُدِ الشيطان} أي لا تطعه، فإن عبادة الأصنام هي من طاعة الشيطان، ثم علل ذلك بقوله: {إِنَّ الشيطان كَانَ للرحمن عَصِيًّا} حين ترك ما أمر به من السجود لآدم، ومن أطاع من هو عاصٍ لله سبحانه فهو عاصٍ لله، والعاصي حقيق بأن تسلب عنه النعم وتحلّ به النقم. قال الكسائي: العصيّ والعاصي بمعنى واحد. ثم بين له الباعث على هذه النصائح فقال: {يا أبت إِنّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مّنَ الرحمن} قال الفراء: معنى أخاف هنا: أعلم.
وقال الأكثرون: إن الخوف هنا محمول على ظاهره، لأن إبراهيم غير جازم بموت أبيه على الكفر، إذ لو كان جازمًا بذلك لم يشتغل بنصحه، ومعنى الخوف على الغير: هو أن يظنّ وصول الضرر إلى ذلك الغير {فَتَكُونَ للشيطان وَلِيًّا} أي إنك إذا أطعت الشيطان كنت معه في النار واللعنة، فتكون بهذا السبب مواليًا، أو تكون بسبب موالاته في العذاب معه، وليس هناك ولاية حقيقية لقوله سبحانه: {الاخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [الزخرف: 67].
وقيل: الوليّ بمعنى التالي.
وقيل: الوليّ بمعنى القريب، أي تكون للشيطان قريبًا منه في النار، فلما مرّت هذه النصائح النافعة والمواعظ المقبولة بسمع آزر قابلها بالغلظة والفظاظة والقسوة، فقال: {أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِى ياإبراهيم} والاستفهام للتقريع والتوبيخ والتعجيب، والمعنى: أمعرض أنت عن ذلك ومنصرف إلى غيره؟ ثم توعده فقال: {لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ} أي بالحجارة.
وقيل: باللسان، فيكون معناه: لأشتمنك.
وقيل: معناه لأضربنك.
وقيل: لأظهرنّ أمرك {واهجرني مَلِيًّا} أي زمانًا طويلًا. قال الكسائي: يقال هجرته مليًا وملوة وملاوة، بمعنى: الملاوة من الزمان، وهو الطويل، ومنه قول مهلهل:
فتصدّعت صمّ الجبال لموته ** وبكت عليه المرملات مليًا

وقيل: معناه اعتزلني سالم العرض لا تصيبك مني معرّة، واختار هذا ابن جرير، فمليًا على هذا منتصب على الحال من إبراهيم وعلى القول الأوّل منتصب على الظرفية، فلما رأى إبراهيم إصرار أبيه على العناد {قَالَ سلام عَلَيْكَ} أي تحية توديع ومتاركة كقوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَمًا} [الفرقان: 63].
وقيل: معناه: أمنة مني لك، قاله ابن جرير.
وإنما أمنه مع كفره لأنه لم يؤمر بقتاله، والأوّل أولى، وبه قال الجمهور.
وقيل: معناه الدعاء له بالسلامة، استمالة له ورفقًا به ثم وعده بأن يطلب له المغفرة من الله سبحانه تألفًا له وطمعًا في لينه وذهاب قسوته:
والشيخ لا يترك أخلاقه ** حتى يوارى في ثرى رمسه

وكان منه هذا الوعد قبل أن يعلم أنه يموت على الكفر، وتحق عليه الكلمة، ولهذا قال الله سبحانه في موضع آخر: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}.
بعد قوله: {وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] وجملة: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} تعليل لما قبلها؛ والمعنى: سأطلب لك المغفرة من الله، فإنه كان بي كثير البرّ واللطف.
يقال: حفي به وتحفّى إذا برّه. قال الكسائي: يقال حفي بي حفاوة وحفوة. وقال الفراء: إنه كان بي حفيًا، أي عالمًا لطيفًا يجيبني إذا دعوته.
ثم صرح الخليل بما تضمنه سلامه من التوديع والمتاركة فقال: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله} أي أهاجر بديني عنكم وعن معبوداتكم حيث لم تقبلوا نصحي ولا نجعت فيكم دعوتي {وادعوا رَبّي} وحده {عسى أَن لا أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا} أي خائبًا.
وقيل: عاصيًا.
قيل: أراد بهذا الدعاء: هو أن يهب الله له ولدًا وأهلًا يستأنس بهم في اعتزاله ويطمأن إليهم عند وحشته.
وقيل: أراد دعاءه لأبيه بالهداية، وعسى للشك لأنه كان لا يدري هل يستجاب له فيه أم لا، والأوّل أولى لقوله: {فَلَمَّا اعتزلهم وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله وَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ} أي جعلنا هؤلاء الموهوبين له، أهلًا وولدًا بدل الأهل الذين فارقهم {وَكُلًا جَعَلْنَا نَبِيًّا} أي كل واحد منهما، وانتصاب {كلا} على أنه المفعول الأوّل لجعلنا قدّم عليه للتخصيص، لكن بالنسبة إليهم أنفسهم لا بالنسبة إلى من عداهم أي كل واحد منهم جعلنا نبيًا، لا بعضهم دون بعض {وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا} بأن جعلناهم أنبياء، وذكر هذا بعد التصريح بجعلهم أنبياء لبيان أن النبوّة هي من باب الرحمة.
وقيل: المراد بالرحمة هنا: المال، وقيل: الأولاد، وقيل: الكتاب، ولا يبعد أن يندرج تحتها جميع هذه الأمور {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} لسان الصدق: الثناء الحسن، عبر عنه باللسان لكونه يوجد به كما عبر باليد عن العطية.
وإضافته إلى الصدق ووصفه بالعلوّ للدلالة على أنهم أحقاء بما يقال فيهم من الثناء على ألسن العباد.
وقد أخرج ابن المنذر.
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لأرْجُمَنَّكَ} قال: لأشتمنك {واهجرني مَلِيًّا} قال: حينًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه {واهجرني مَلِيًّا} قال: اجتنبني سويًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضًا في الآية قال: اجتنبني سالمًا قبل أن تصيبك مني عقوبة.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة {مَلِيًّا} دهرًا.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال: سالمًا.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} قال: لطيفًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله: {وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ} قال: يقول: وهبنا له إسحاق ويعقوب ابن ابنه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضًا في قوله: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} قال: الثناء الحسن. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)}.
أخرج أبو نعيم والديلمي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق الوالد على ولده أن لا يسميه إلا بما سمى إبراهيم أباه يا أبت ولا يسميه باسمه».
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لأرجمنك} قال: لأشتمنك {واهجرني مليًا} قال: حينًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {واهجرني مليًا} قال: اجتنبني سالمًا قبل أن يصيبك مني عقوبة.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله: {واهجرني مليًا} قال: سالمًا.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {واهجرني مليًا} قال: حينًا.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف، عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله: {واهجرني مليًا} ما الملي؟ قال: طويلًا، قال فيه المهلهل:
وتصدعت شم الجبال لموته ** وبكت عليه المرملات مليًا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس، في قوله: {إنه كان بي حفيًا} قال: لطيفًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {إنه كان بي حفيًا} قال: عوده الإجابة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ووهبنا له إسحق ويعقوب} قال: يقول وهبنا له إسحق ولدًا، ويعقوب ابن ابنه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وجعلنا لهم لسان صدق عليًا} قال الثناء الحسن. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)}.
قوله تعالى: {أَرَاغِبٌ أَنتَ}:
يجوز فيه وجهان، أحدُهما: أَنْ يكون {راغبٌ} مبتدًا لاعتمادِه على همزةِ الاستفهام، و{أنت} فاعلٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبر. والثاني: أنه خبر مقدمٌ، و{أنت} مبتدأ مؤخر ورُجِّح الأولُ بوجهين، أحدهما: أنه ليس فيه تقديمٌ ولا تأخير؛ إذ رتبهُ الفاعلِ التأخيرُ عن رافعِه. والثاني أنه لا يلزم فيه الفصلُ بين العاملِ ومعمولِه بما ليس معمولًا للعامل؛ وذلك لأنَّ {عَنْ آلِهَتِي} متعلقٌ ب (راغِبٌ)، فإذا جُعل {أنت} فاعلًا فقد فُصِل بما هو كالجزءِ من العامل، بخلافِ جَعْلِه خبرًا فإنه أجنبي إذ ليس معمولًا ل (راغبٌ).
قوله: {مَلِيًَّا} في نصبه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنه منصوبٌ على الظرفِ الزماني، أي: زمنًا طويلًا، ومنه (المَلَوان) للَّيلِ والنهارِ، وَمَُِلاوةُ الدَّهْر بتثليث الميم قال:
فَعُسْنا بها من الشَّبابِ مَلاوةً ** فالحجُّ آيات الرسولِ المحبِّبِ

وأنشد السدِّي على ذلك لمهلهل:
فتصَدَّعَتْ صُمُّ الجِبالِ لمَوْتِه ** وبَكَتْ عليه المُرْمِلاتُ مَلِيَّا

والثاني: أنه منصوبٌ على الحال معناه: سالمًا سَويًَّا. كذا فسَّره ابن عباس: فهو حالٌ مِنْ فاعلِ (اهْجُرْني)، وكذلك فَسَّره ابنُ عطيةَ قال: (معناه: مُسْتَبدًا، أي: غنيًَّا من قولهم هو مَلِيٌّ بكذا وكذا). قال الزمخشري: (أي: مُطيقًا) والثالث: أنه نعت لمصدر محذوف، أي: هَجْرًا مَلِيًَّا يعني: واسعًا متطاولًا كتطاول الزمان الممتد.
{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)}.
وقرأ أبو البرهسم {سَلامًا} بالنصب، وتوجيهُها واضحٌ ممَّا تقدَّم.
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)}.
قوله تعالى: {وَكُلًا جَعَلْنَا نَبِيًّا}: {وكُلًا} مفعولٌ مقدم هو الأول، و{نبيَّا} هو الثاني. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)}.
قوله جلّ ذكره: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ ءَالِهَتِى يَآإبْرَاهِيمُ}.
منَّاه إبراهيمُ بجميل العُقْبَى، فقابلَه بتوعدُّ العقوبة فقال: {لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِى مِليًّا}.
فأجابه الخليل بمقتضى سكون البصيرة.
{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)}.
وهذا قبل أن ييأسَ من إيمانه، إذا كانت لديه بعدُ بقيةٌ من الرجاء في شأنه، فلمَّا تحقق أنه مختومٌ له بالشقاوة.
{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)}.
{وَمَا تَدْعُونَ}: أي ما تعبدون، {وَأَدْعُوا رَبِىّ}: أي أعبده.
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}.
لما أَيِسَ من أصلِه آنسَه اللَّهُ بما أكرمه من نَسْلِه، فأنبتهم نباتًا حسنًا، ورزقهم النبوةَ، ولسان الصدق بالذكر لهم على الدوام فقال: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}. اهـ.